بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*ْ ْ ْمهنتة الرسول الكريم ْْ ْْ حكمة ربانية ْ ْ ْ*
============================
رعي الغنم يتيح لصاحبه عدة خصال تربوية منها:
1- الصبر:
-- على الرعي من طلوع الشمس إلى غروبها ، نظرا لبطء الغنم في الأكل ، فيحتاج راعيها إلى الصبر والتحمل، وكذا تربية البشر.
-- إن الراعي لا يعيش في قصر منيف ولا في ترف وسرف، وإنما يعيش في جو حار شديد الحرارة ، وبخاصة في الجزيرة العربية ، ويحتاج إلى الماء الغزير ليذهب ظمأه ، وهو لا يجد إلا الخشونة في الطعام وشظف العيش ، فينبغي أن يحمل نفسه على تحمل هذه الظروف القاسية ، ويألفها ويصبر عليها.
2- التواضع:
-- إذ طبيعة عمل الراعي خدمة الغنم , والإشراف على ولادتها، والقيام بحراستها والنوم بالقرب منها ، وربما أصابه ما أصابه من رذاذ بولها أو شيء من روثها فلم يتضجر من هذا ، ومع المداومة والاستمرار يبعد عن نفسه الكبر والكبرياء ، ويرتكز في نفسه خلق التواضع .
-- وقد ورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقال رجل: الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا؟ فقال: " إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بَطَرُ الحق وغَمْطُ الناس " .
3- الشجاعة:
-- فطبيعة عمل الراعي الاصطدام بالوحوش المفترسة ، فلا بد أن يكون على جانب كبير من الشجاعة تؤهله للقضاء على الوحوش ومنعها من افتراس أغنامه.
4- الرحمة والعطف:
-- إن الراعي يقوم بمقتضى عمله في مساعدة الغنم إن هي مرضت أو كُسرت أو أصيبت ، وتدعو حالة مرضها وألمها إلى العطف عليها وعلاجها والتخفيف من آلامها , فمن يرحم الحيوان يكون أشد رحمة بالإنسان ، وبخاصة إذا كان رسولاً أرسله الله تبارك وتعالى لتعليم الإنسان , وإرشاده وإنقاذه من النار وإسعاده في الدارين .
5- حب الكسب من عرق الجبين:
-- إن الله قادر على أن يغني محمدا صلى الله عليه وسلم عن رعي الغنم ، ولكن هذه تربية له ولأمته للأكل من كسب اليد وعرق الجبين ، ورعي الغنم نوع من أنواع الكسب باليد .
-- روى البخاري عن المقدام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أكل أحد طعاما قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود -عليه السلام- كان يأكل من عمل يده" .
-- ولا شك أن الاعتماد على الكسب الحلال يكسب الإنسان الحرية التامة والقدرة على قول كلمة الحق والصدع بها وكم من الناس يطأطئون رؤوسهم للطغاة ، ويسكتون على باطلهم ، ويجارونهم في أهوائهم خوفًا على وظائفهم عندهم .
** إن إقبال النبي صلى الله عليه وسلم على رعي الأغنام لقصد كسب القوت والرزق يشير إلى دلائل هامة في شخصيته المباركة منها: الذوق الرفيع والإحساس الدقيق اللذان جمّل الله تعالى بهما نبيه صلى الله عليه وسلم ، لقد كان عمه يحوطه بالعناية التامة، وكان له في الحنو والشفقة كالأب الشفوق ، ولكنه صلى الله عليه وسلم ما إن آنس في نفسه القدرة على الكسب حتى أقبل يكتسب ويتعب نفسه لمساعدة عمه في مؤونة الإنفاق ، وهذا يدل على شهامة في الطبع وبر في المعاملة، وبذل للوسع.
=====================
والدلالة الثانية:
** تتعلق ببيان نوع الحياة التي يرتضيها الله تعالى لعباده الصالحين في دار الدنيا، لقد كان سهلاً على الله أن يهيئ للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو في صدر حياته من أسباب الرفاهية ووسائل العيش ما يغنيه عن الكدح ورعاية الأغنام سعيًا وراء الرزق.
** ولكن الحكمة الربانية تقتضي منا أن نعلم أن خير مال الإنسان ما اكتسبه بكد يمينه ولقاء ما يقدمه من الخدمة لمجتمعه وبني جنسه .
****************************
دمتم بحفظ الرحمن
تحيااااتي لكم
اختكم
faiona